كيف تصبح العدسة ذراعاً تنفيذيّة للاحتلال؟
سماح بصول

(الصورة من تريلر الفيلم)

في شهر تموز الأخير فاز الفيلم الوثائقيّ الإسرائيليّ "shooting" (80 دقيقة/ 2025) بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الأفلام الوثائقيّة "DocAviv"، وفيه تقدم المخرجة نيطاع لي براون ثلاث قصص تكشف العلاقة المعقدة بين الصناعة التلفزيونيّة، والسينمائيّة الإسرائيليّة، والجيش، والشرطة. يقدم الفيلم الذي يحمل اسماً متعدد المعاني ثلاث قصص متفرقة على شكل أفلام صغيرة تطرح أسئلةً مهمّة حول أخلاقيات العمل التلفزيونيّ والسينمائيّ، والتوثيق والعنف في ظل حرب تتخذ أشكالاً مختلفة منذ النكسة وحتى يومنا هذا.

قد يكون من الذكاء أولاً أن يطرح الفيلم تساؤلاً حول كلمة "shooting" بالإنكليزية والتي قد تعني إطلاق النار وكذلك التصوير، وفي هذا المزج بين العسكر والعدسة يولد سجال طويل على الساحة الإسرائيليّة التي يوظف كل تفصيل فيها لخدمة احتلال متعدد الطبقات. ان خيار تقديم ثلاث قصص وثائقيّة باقتضاب لمّاح يجعل الفيلم مؤثراً، ومُتقناً، ترتبط كل قصة بسابقتها بصورة معقدة ودقيقة، ولكنها تجتمع بوضوح على طرح الأسئلة الأخلاقية حول توثيق الحرب وإنتاج العمل الفنيّ، بؤس الواقع في مقابل جماليّة الصورة، والتلاعب السينمائيّ لإنتاج لقطة لا تُنسى مهما كان الثمن.

هذا الفيلم هو قصّة الأشخاص الظاهرين فيه، وصوتهم، ولو أنّ القصة الثالثة بأعين فلسطينيّة ستكون شهادة أخرى من محارب إسرائيليّ يود الآن التكفير عن ذنب قتله أرواحاً عربيّة وفلسطينيّة باتت تطارد أحلامه وتضيّق الخناق على ضميره.

(نشر المقال في مجلة "المشهد الإسرائيلي- مركز مدار رام الله. لقراءة المقال كاملا هنا)

جميع الحقوق محفوظة © 2024